إشترك معنا ليصلك جديد الموقع

بريدك الإلكترونى فى أمان معنا

الأربعاء، 27 يناير 2016

الحرية


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين, اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم, اللهم علمنا ما ينفعنا, وانفعنا بما علمتنا, وزدنا علماً, وأرنا الحق حقاً, وارزقنا اتباعه, وأرنا الباطل باطلاً, وارزقنا اجتنابه, واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه, وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.

الحرية


تشكرون هذه النعمة وتستفيدون من هذه الحرية أفضل استفادة؟ إنني اشعر بالمسؤولية لأقول هذا الكلام لكل مجموعة تأتي لان المشكلة هي هذه".
ج- الحرية طريق التمدن والتحضر:
فالحرية تكليف ديني وإنساني، وحق لا يجوز للإنسان إن يتنازل عنه بدون مبرر، بل يجب ان يكافح الإنسان لأجل الحفاظ على هذا الحق: "إنّنا سنتحمل المصائب من أجل أن ينال شعبنا الحرية والاستقلال". والحرية شرط ضروري وأولي لكل أشكال التمدن والرقي: "تحرر الشعب... أوّل مرتبة من مراتب التمدّن".
وفي المقابل فإن كل انحطاط يصيب الإنسان يعود سببه الى انتزاع الحرية منه: "إنّ السبب في انحطاط الإنسان وسقوطه يكمن في انتزاع حريّته وجعله يستسلم أمام الآخرين".

الحرية حق انساني‏
من وجهة النظر الإسلامية، فإن حقوق الإنسان، كحق الحرية، تستمد من طبيعة الهدف والغاية التي ينشدها الإنسان في وجوده وبحسب طبيعته التكاملية، وهذه الغاية تنبع من الله(مبدأ العلة الغائية). ويتفرع عن ذلك ان الحرية العامة صحيحة إذا كانت تعني عدم وضع العراقيل والعقبات أمام القابليات البشرية. أما الحرية التي تحول دون تكامل الإنسان فهي حرية زائفة، ومرفوضة، بل يجب مكافحة الحرية التي تعني الانحراف وتشجع على الفساد.
"
يجب الوقوف بوجه الحريّات المفسدة".
ومن جهة ثانية فان الحرية ميزة يختص بها الإنسان دون سائر الكائنات، ولهذا يرى الإمام الخميني قدس سره أن الحرية حق مشاع للجميع مهما كان الانتماء الديني: "القانون أيضا اخذ بعين الاعتبار حقوق جميع الطبقات وحقوق الأقليات الدينية، وحقوق النساء وبقية الفئات والطبقات. لا يوجد في الإسلام فرق بين جماعة وأخرى. التمايز بالتقوى فحسب".
وفي مجال حرية الأقليات الدينية، "إن جميع الأقليات الدينية في الحكومة الإسلامية يمكنها القيام بجميع فرائضها الدينية بحرية والحكومة الإسلامية مكلفة بحماية حقوقهم على أفضل وجه".
وأيضاً: "أعطى الإسلام حرية للأقليات الدينية أكثر من بقية الأديان والمدارس ويجب عليهم أيضا أن يتمتعوا بحقوقهم الطبيعية التي جعلها الله لجميع الناس أننا نقوم بحمايتهم على أفضل وجه وان الشيوعيين أحرار في ظل الدولة الإسلامية في بيان عقائدهم".
وعليه، فلا طبقية في الإسلام ولا اضطهاد.. بل الجميع ينعمون بحماية النظام الإسلامي ويمارسون أعمالهم بكامل حريتهم: "الإسلام لا يعرف الاضطهاد، ويمنح الحرية لجميع الطبقات، للمرأة والرجل والأبيض والأسود. من الآن فصاعداً ينبغي لأبناء الشعب أن يخشوا أنفسهم لا الحكومة.. أن يخشوا أنفسهم لئلا يرتكبوا خطيئة.

قيمة الحرية
بنظر الإسلام، فان كل عامل يسهم في سعادة الإنسان الواقعية فهو يحظى بقيمة عالية، والعوامل التي تسهم في سعادة الإنسان تارة تكون عوامل ايجابية وأخرى سلبية، وتعتبر الثقافة والتربية من العوامل الايجابية هنا، بينما تعتبر الحرية من العوامل السلبية، لانها ليست سوى عدم وجود العائق امام سعادة الإنسان، فالحرية ليست هدفا يطلب لذاته، وانما هي عدم مانع، فهي وسيلة لا أكثر، وحيث انها لا تعتبر من مقتضيات السعادة المباشرة لذلك تعد قيمتها من الدرجة الثانية. فالحرية هي صفة للسلوك والقدرة اللذين هما في حد ذاتيهما وسيلتان ايضاً، واذا كانت وسيلة فهذا يعني ان قيمة الحرية تكتسب من الهدف، والاختلاف في قيمة الهدف سيؤدي الى الاختلاف في قيمة الحرية.
 
والإصرار على اعطاء الحرية قيمة قصوى اليوم، ليس بسبب انها تحظى بذاتها على مثل هذه القيمة، وانما بسبب انها باتت عملة نادرة قلما حصل عليها الإنسان على مر التاريخ، فالحرية تمهد الطريق للتكامل بإزالة العوائق، ويبقى ان نملأ الفراغ لنحصل على السعادة من خلال الحب والاخاء والتسامح وغيرها من عواطف وقيم انسانية، أما اذا اكتفينا بالحرية فلا نكون قد حصلنا على شي‏ء.
وقد يطرح البعض سؤالاً: وهو انه اذا كانت قيمة الحرية من قيمة الهدف الذي تهي‏ء له، فهل معنى ذلك انه مع انعدام الهدف لا يعود هناك حاجة للحرية؟ الا يسعى الإنسان الى الحرية بمعزل عن الهدف، وبعبارة أخرى، اليست العبودية مما ينفر منه الإنسان بحسب طبعه ويهرب منه؟؟
الجواب: هذا الكلام صحيح، لأن في العبودية ذل.
فالانسان لا يحب الذل والخنوع والخضوع وسلب ارادته، لأن ذلك على خلاف غريزته. ولكن هذا لا يعني ان كل حرية فهي مطلوبة او ان كل عبودية مرفوضة حتى ولو لم يكن فيها ذل، اي انه لا يعني ان الحرية كمال بذاتها وعلى كل حال، وقد يفضل الإنسان العبودية على الحرية حين تسمو به العبودية إلى مستوى لا يحصل عليه من خلال الحرية، كما في قصة زيد بن حارثة، فقد سبي في الجاهلية وبيع في بعض أسواق العرب، فاشتري لخديجة، ثم وهبته خديجة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يبعث وهو ابن ثماني سنين، فنشأ عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وبلغ الخبر أهله فقدم أبوه وعمه مكة لفدائه فدخلا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالا: "جئناك في ابننا عندك فامنن علينا وأحسن إلينا في فدائه! فإنا سنرفع لك في الفداء. قال صلى الله عليه وآله وسلم : من هو، قالا زيد ابن حارثة فقال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فهل أنتم لغير ذلك فقالا: ما هو قال صلى الله عليه وآله وسلم دعوه فخيروه فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء وإن اختارني فوالله ما أنا بالذي أختار على من أختارني أحداً. قالا: زدتنا على النصف وأحسنت. فدعاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: هل تعرف هؤلاء؟ قال: نعم! قال صلى الله عليه وآله وسلم : من هما؟ قال: هذا أبي، وهذا عمي! قال: فأنا من قد علمت ورأيت صحبتي لك فاخترني أو اخترهما. فقال زيد: ما أريدهما ما أنا بالذي أختار عليك أحداً، أنت مني بمكان الأب والأم! فقالا: ويحك يا زيد! أتختار العبودية على الحرية وعلى أبيك وعمك وأهل بيتك؟ قال: نعم، إني قد رأيت من هذا الرجل شيئاً ما أنا بالذي أختار عليه أحداَ أبد".
فعبودية زيد في كنف النبي صلى الله عليه وآله وسلم أفضل وألذ من حريته في كنف أهله وعائلته.
ولعل هذا يلقي الضوء كيف أن التعبير عن الحرية في الروايات كان في كثير من الاحيان متلازما مع العبودية لله تعالى.






شارك هذه الصفحة وتابعنا على صفحاتنا الرسمية
شارك الموضوع →
تابعنا →
إنشر الموضوع →

0 التعليقات:

إرسال تعليق

افلام اون لاين