انتفاضة 08 ماي 45 بفج
مزالة وضواحيها
لقد حدث في بداية ظهيرة 9 ماي 1945 أن توافدت أفواج من المواطنين كل حدب وصوب من سهل فرجيوة واستقرت على بعد 800 متر من القرية بجسر واد بوصلاح بقيادة مروج عمار وأمام هذا الوضع أوفدت السلطات الإدارية نذاك أشخاصا للتعرف عن هدف تجمع هؤلاء فكانت إجابتهم " إننا لا نحتاج إلى القمح بل جئنا من أجل إسالة الدماء " قر قرار هذا الجمع على مهاجمة المدينة ليلا على عدة جبهات (دار البريد ، البرج الإداري ....) فكان رد فعل السلطات الإدارية وعلى رأسها الإداري الرئيسي بولار ونائبه إيشنبرينر و شال فالي قاضي السلم اتخاذ كل الإجراءات الأمنية الضرورية لتوقيف هذه الانتفاضة كجمع كل عائلات المعمرين بالبرج الإداري وتحصين هذا المقر و إحاطته بالمدافعين فقد قام شال فالي بإشعار درك رجاص وطلب النجدة منهم فبعثوا له دركيين ثم انتقل إلى قرية لوسات مرفوقا بزوجته في زيارة لأسرتها القاطنة هناك و إخبار معمري هذه القرية بالخطر الذي يداهمهم ثم رجع إلى فج مزالة فعلم أن قابض البريد ماركوتي قد رافق أولاده الأربعة وزوجته إلى البرج الإداري ورجع إلى مكتبه للدفاع ومواجهة هجمات المتظاهرين ليلا فطلب قاضي السلم من الدركي بشوش وهو من أصل جزائري الذهاب معه إلى البريد ومساعدة ماركوتي في مواجهة ضربات المتظاهرين و عند وصولهما وجدا قابض البريد قد أخذ احتياطاته كتدعيم الباب الخارجي بمكتب وغلق النوافذ التي كانت محصنة ومسلحة من الخارج بقضبان حديدية ثم أطفأ كل الأضواء مع احتفاظه بمصباح صغير يعينه في تحركاته بالإضافة إلى أنه كان مزود بمسدس ذي ستة خراطيش .
وقد كانت ذخيرة هؤلاء من الأسلحة تتكون من مسدسين 6.35 و أكثر من 100 خرطوش ومسدسين 7.65و 50خرطوشاهذه الذخيرة كافية لمقاومة هجمات المواطنين و التصدي لها إلى غاية وصول قوات التدخل ولم يكتنف قابض البريد بكل هذه الاحتياطات الأمنية إذ و بالنظر لتصاعد هجمات المتظاهرين وخطورتها فقد هتف إلى الجنرال دوفال بقسنطينة لطلب المساعدة و التدخل حيث فال :" إن البريد و البرج الإداري محاصران و إني أسمع طلقات رصاص إنهما طلقتان لمستا النافذة الكبيرة لمكتب العمليات ، بدأت أسمع أقدام أرجل المتظاهرين من حولي ، البرج الإداري محاصر و الفرنسيون يواجهون الهجمات لتفريق المتظاهرين " وقد رد الجنرال دوفال على هذا الطلب في حدود الساعة العاشرة و النصف ليلا.
حيث قال " إن وحدات اللفيف السنغالي لا تستطيع أن تتدخل إلا غدا صباحا وذلك بسبب توقفها بالسانت آرنو (العلمة حاليا) لوجود الآلاف من المتظاهرين" ويضيف الجنرال إن لكم جدران صلبة وقوية احموا أنفسكم جيدا تشجعوا إلى الغد" وفي حدود منتصف الليل بدأ الهجوم الفعلي على بريد فج مزالة وذلك بتكسير زجاج النوافذ ورمي المقر بالحجارة ، و إشعال الباب الخارجي و ذلك بصب البنزين عليه من طرف أحد المتظاهرين ، و راح سقف البريد الداخلي ينهار و أصبحت الوضعية داخل المقر لا تحتمل لكثرة الدخان المتصاعد فقد وصل لهيب النار إلى داخل غرفة العمليات وفي تمام الساعة الثالثة صباحا أعاد المتظاهرون الهجوم على البريد مرة ثانية وبدءوا بإطلاق نار بنادقهم محاولة منهم لإخراج هؤلاء، لكنهم بقوا صامدين لعدم نفاذ ذخيرتهم .
و راح قابض البريد يعيد الاتصال مع البرج الإداري هذه المرة طالبا فك الحصار عن البريد فرد عليه بالقول "إننا في انتظار قدوم اللفيف الأجنبي فصبرا" و قد بقيت الحالة إلى ما هي عليه إلى غاية الخامسة و النصف صباحا.
فقد استطاع الأشخاص الثلاثة الخروج ، وغير بعيد عن دار البريد وجدوا جثة مرمية لشخص يدعى" الباز "أمام النصب التذكاري للأموات ويده محروقة حيث التهمها اللهيب أثناء إشعال النار و وجدوا رصاصة برجله وقد قيل بأن هناك جثتين نقلتا من طرف المتظاهرين أثناء اقتحام بريد فج مزالة. وقد كرم الدركي من طرف السلطات العسكرية وعلى رأسهم الجنرال هنري مارطن قائد القوات بإفريقيا
02 الهجوم على البرج الإداري :
إن فج مزالة هي مركز البلدية المختلطة التي تقع على بعد 100 كلم من قسنطينة وقد كان عدد سكانها أثناء هذه الأحداث يبلغ 110.000 نسمة وحوالي 750 معمرا فرنسيا موزعين على 5 قرى وهي "فج مزالة " لوسات (بني قشة حاليا) تيبرقنت ريشليو (أحمد راشدي حاليا ) وتحيطها مجموعتان من المزارع الفرنسية موجودتان بسهل فرجيوة وعلى هضاب المرج الكبير باتجاه شاطودان ( شلغوم العيد حاليا ) .و كانت تتوزع على شريطها الغربي عدة دواوير مستها انتفاضة 8 ماي 1945 كروسية و أولاد عامر و زارزة و التي كانت تحادي مناطق تابعة لولاية سطيف كانت هي الأخرى مسرحا لهذه الأحداث.
و قد كانت فج مزالة في سنوات الأربعينيات تحتوي على أهم حصن بهذا الإقليم و كان يستغل كمقر للبلدية المختلطة وقد سمي بالبرج الإداري وقد استعمل أثناء انتفاضة 9 ماي1945 كحصن منيع لاحتواء كل المعمرين وبعض المواطنين الموالين لفرنسا . وقد وصل عدد الفرنسيين الذين لجأوا إليه حوالي 102 .
وقد أوكلت مهمة الدفاع عن الحصن للإداري إيشنبرينر أثناء الهجوم عليه من طرف المتظاهرين الذين توزعوا عبر حديقته الشاسعة ومساحته الواسعة و اخذوا يحرقون قبو البرج الإداري لمحاولة اقتحامه لكن وجود عدد كبير من المدافعين عنه لم يمكنهم من اقتحامه إذ أخذ جنود فرنسا في إطلاق الرصاص على المتظاهرين من أجل تفريقهم ومنع زحفهم نحو البرج وقد سمع المدافعون عن البرج المتظاهرين يقولون : " حان الوقت لاقتحام دوار زارزة تقدموا إلى الأمام" وبفضل التحصينات وعلو البرج وصعوبة اقتحامه ونفاذ ذخيرة المتظاهرين لم يتمكن المواطنون من الوصول إلى قتل هؤلاء الفرنسيين وقد عمدت السلطات المحلية إلى جمع المعمرين بالبرج قصد التخفيف من الخسائر البشرية و رغم ذلك فإن المتظاهرين الذين شاركوا في هذه الانتفاضة لم يمسوا مخازن القمح و الشعير للشركة الأهلية للاحتياط ولم يهاجموا كذلك مستشفى بيهاقل بفج مزالة ومن هنا نستنت أن الدافع الحقيقي لهذه الانتفاضة هو الانتقام من الفرنسيين و المعمرين فقط .
-03 لــــــــــــوسات :
علمت قرية لوسات بخطر وصول المتظاهرين من طرف" شال فالي "على الساعة السادسة مساء من يوم 9 ماي 1945 وقد اتخدت على إثر ذلك احتياطات أمنية مشددة كجمع كل معمري القرية ببرج المدرسة وقد أشرف المعمر "أدمون باطوني "على إدارة الدفاع عنهم فكان هؤلاء مزودين ب 19 بندقية وقد لعبت مصلحة بريد لوسات دورا فعالا في إعطاء كل المعلومات ونقل مجريات الأحداث التي وقعت بفج مزالة وذلك عن طريق الاتصال المباشر بالبرج الإداري و قد تواصل هذا الاتصال إلى غاية الثالثة صباحا حينما هدأت الانتفاضة وتفرق الجمع من المظاهرة ورغم ذلك فإن معمري لوسات بقوا لمدة 9 ليال كاملة قابعين بالبرج المدرسي خوفا من إعادة تنظيم انتفاضة أخرى .
04 الـــــــرواشد :
هي مركز يقع على متن جبل و تبعد ب 6 كلم إلى الشمال الطريق الرابط بين قسنطينة وفج مزالة وقد كان معمرو المنطقة يجهلون ما حدث بفج مزالة ليلة 9 ماي 1945 ولو يعلموا بذلك إلا في الثالثة صباحا من يوم 10 ماي1945 وذلك عن طريق المعمر قروس و حيينها أبلغ كل المعمرين بتحضير أنفسهم و التزود بأسلحتهم خوفا من زحف المتظاهرين نحوهم و بالموازاة فإن هناك من المواطنين الذين كانوا ينتظرون إشارة تأتيهم من فج مزالة تعلمهم بأنهم قضوا على كل المعمرين وحان الوقت للهجوم على منازل و مزارع المعمرين لكن هذه الإشارة لم تأت و حضرت قوات التدخل الأجنبية التي وصلت في صباح 10 ماي 1945 فحطمت حلمهم ولم يتمكن أهالي المنطقة من مهاجمة مواقع المعمرين
05 العياضي برباس :
شارك سكان دوار الروسية بمختلف مشاتيها مشاركة فعالة ومكثفة أثناء الهجوم على مدينة فج مزالة إبان أحداث 09 ماي 1945 بقيادة مروج عمار كما هاجم سكان مشاتي السخيفة وبشوك وقرقوس على حارسين للغابات بإيعاز مجموعة من المواطنين قادوا التمرد ومنهم : دومة محمد ، هباش خليفة ، حبيلس عبد المجيد و عطية عاشور وغيرهم
وقد نتج عن ذلك القضاء عليهما في قرقوس بجبال الحلفاء وعلى إثر هذه العملية اكتسحت القوات الاستعمارية كل مداشر دوار الروسية فقامت بحرقها واعتقلت مجموعة كبيرة من المواطنين قتلت بعضهم بعين المكان ونقلت بعضهم إلى السجون كدومة محمد و حيرش الراشدي و دومة علي بن بلقاسم و دومة أحمد بن الطاهر وغيرهم .
لقد حدث في بداية ظهيرة 9 ماي 1945 أن توافدت أفواج من المواطنين كل حدب وصوب من سهل فرجيوة واستقرت على بعد 800 متر من القرية بجسر واد بوصلاح بقيادة مروج عمار وأمام هذا الوضع أوفدت السلطات الإدارية نذاك أشخاصا للتعرف عن هدف تجمع هؤلاء فكانت إجابتهم " إننا لا نحتاج إلى القمح بل جئنا من أجل إسالة الدماء " قر قرار هذا الجمع على مهاجمة المدينة ليلا على عدة جبهات (دار البريد ، البرج الإداري ....) فكان رد فعل السلطات الإدارية وعلى رأسها الإداري الرئيسي بولار ونائبه إيشنبرينر و شال فالي قاضي السلم اتخاذ كل الإجراءات الأمنية الضرورية لتوقيف هذه الانتفاضة كجمع كل عائلات المعمرين بالبرج الإداري وتحصين هذا المقر و إحاطته بالمدافعين فقد قام شال فالي بإشعار درك رجاص وطلب النجدة منهم فبعثوا له دركيين ثم انتقل إلى قرية لوسات مرفوقا بزوجته في زيارة لأسرتها القاطنة هناك و إخبار معمري هذه القرية بالخطر الذي يداهمهم ثم رجع إلى فج مزالة فعلم أن قابض البريد ماركوتي قد رافق أولاده الأربعة وزوجته إلى البرج الإداري ورجع إلى مكتبه للدفاع ومواجهة هجمات المتظاهرين ليلا فطلب قاضي السلم من الدركي بشوش وهو من أصل جزائري الذهاب معه إلى البريد ومساعدة ماركوتي في مواجهة ضربات المتظاهرين و عند وصولهما وجدا قابض البريد قد أخذ احتياطاته كتدعيم الباب الخارجي بمكتب وغلق النوافذ التي كانت محصنة ومسلحة من الخارج بقضبان حديدية ثم أطفأ كل الأضواء مع احتفاظه بمصباح صغير يعينه في تحركاته بالإضافة إلى أنه كان مزود بمسدس ذي ستة خراطيش .
وقد كانت ذخيرة هؤلاء من الأسلحة تتكون من مسدسين 6.35 و أكثر من 100 خرطوش ومسدسين 7.65و 50خرطوشاهذه الذخيرة كافية لمقاومة هجمات المواطنين و التصدي لها إلى غاية وصول قوات التدخل ولم يكتنف قابض البريد بكل هذه الاحتياطات الأمنية إذ و بالنظر لتصاعد هجمات المتظاهرين وخطورتها فقد هتف إلى الجنرال دوفال بقسنطينة لطلب المساعدة و التدخل حيث فال :" إن البريد و البرج الإداري محاصران و إني أسمع طلقات رصاص إنهما طلقتان لمستا النافذة الكبيرة لمكتب العمليات ، بدأت أسمع أقدام أرجل المتظاهرين من حولي ، البرج الإداري محاصر و الفرنسيون يواجهون الهجمات لتفريق المتظاهرين " وقد رد الجنرال دوفال على هذا الطلب في حدود الساعة العاشرة و النصف ليلا.
حيث قال " إن وحدات اللفيف السنغالي لا تستطيع أن تتدخل إلا غدا صباحا وذلك بسبب توقفها بالسانت آرنو (العلمة حاليا) لوجود الآلاف من المتظاهرين" ويضيف الجنرال إن لكم جدران صلبة وقوية احموا أنفسكم جيدا تشجعوا إلى الغد" وفي حدود منتصف الليل بدأ الهجوم الفعلي على بريد فج مزالة وذلك بتكسير زجاج النوافذ ورمي المقر بالحجارة ، و إشعال الباب الخارجي و ذلك بصب البنزين عليه من طرف أحد المتظاهرين ، و راح سقف البريد الداخلي ينهار و أصبحت الوضعية داخل المقر لا تحتمل لكثرة الدخان المتصاعد فقد وصل لهيب النار إلى داخل غرفة العمليات وفي تمام الساعة الثالثة صباحا أعاد المتظاهرون الهجوم على البريد مرة ثانية وبدءوا بإطلاق نار بنادقهم محاولة منهم لإخراج هؤلاء، لكنهم بقوا صامدين لعدم نفاذ ذخيرتهم .
و راح قابض البريد يعيد الاتصال مع البرج الإداري هذه المرة طالبا فك الحصار عن البريد فرد عليه بالقول "إننا في انتظار قدوم اللفيف الأجنبي فصبرا" و قد بقيت الحالة إلى ما هي عليه إلى غاية الخامسة و النصف صباحا.
فقد استطاع الأشخاص الثلاثة الخروج ، وغير بعيد عن دار البريد وجدوا جثة مرمية لشخص يدعى" الباز "أمام النصب التذكاري للأموات ويده محروقة حيث التهمها اللهيب أثناء إشعال النار و وجدوا رصاصة برجله وقد قيل بأن هناك جثتين نقلتا من طرف المتظاهرين أثناء اقتحام بريد فج مزالة. وقد كرم الدركي من طرف السلطات العسكرية وعلى رأسهم الجنرال هنري مارطن قائد القوات بإفريقيا
02 الهجوم على البرج الإداري :
إن فج مزالة هي مركز البلدية المختلطة التي تقع على بعد 100 كلم من قسنطينة وقد كان عدد سكانها أثناء هذه الأحداث يبلغ 110.000 نسمة وحوالي 750 معمرا فرنسيا موزعين على 5 قرى وهي "فج مزالة " لوسات (بني قشة حاليا) تيبرقنت ريشليو (أحمد راشدي حاليا ) وتحيطها مجموعتان من المزارع الفرنسية موجودتان بسهل فرجيوة وعلى هضاب المرج الكبير باتجاه شاطودان ( شلغوم العيد حاليا ) .و كانت تتوزع على شريطها الغربي عدة دواوير مستها انتفاضة 8 ماي 1945 كروسية و أولاد عامر و زارزة و التي كانت تحادي مناطق تابعة لولاية سطيف كانت هي الأخرى مسرحا لهذه الأحداث.
و قد كانت فج مزالة في سنوات الأربعينيات تحتوي على أهم حصن بهذا الإقليم و كان يستغل كمقر للبلدية المختلطة وقد سمي بالبرج الإداري وقد استعمل أثناء انتفاضة 9 ماي1945 كحصن منيع لاحتواء كل المعمرين وبعض المواطنين الموالين لفرنسا . وقد وصل عدد الفرنسيين الذين لجأوا إليه حوالي 102 .
وقد أوكلت مهمة الدفاع عن الحصن للإداري إيشنبرينر أثناء الهجوم عليه من طرف المتظاهرين الذين توزعوا عبر حديقته الشاسعة ومساحته الواسعة و اخذوا يحرقون قبو البرج الإداري لمحاولة اقتحامه لكن وجود عدد كبير من المدافعين عنه لم يمكنهم من اقتحامه إذ أخذ جنود فرنسا في إطلاق الرصاص على المتظاهرين من أجل تفريقهم ومنع زحفهم نحو البرج وقد سمع المدافعون عن البرج المتظاهرين يقولون : " حان الوقت لاقتحام دوار زارزة تقدموا إلى الأمام" وبفضل التحصينات وعلو البرج وصعوبة اقتحامه ونفاذ ذخيرة المتظاهرين لم يتمكن المواطنون من الوصول إلى قتل هؤلاء الفرنسيين وقد عمدت السلطات المحلية إلى جمع المعمرين بالبرج قصد التخفيف من الخسائر البشرية و رغم ذلك فإن المتظاهرين الذين شاركوا في هذه الانتفاضة لم يمسوا مخازن القمح و الشعير للشركة الأهلية للاحتياط ولم يهاجموا كذلك مستشفى بيهاقل بفج مزالة ومن هنا نستنت أن الدافع الحقيقي لهذه الانتفاضة هو الانتقام من الفرنسيين و المعمرين فقط .
-03 لــــــــــــوسات :
علمت قرية لوسات بخطر وصول المتظاهرين من طرف" شال فالي "على الساعة السادسة مساء من يوم 9 ماي 1945 وقد اتخدت على إثر ذلك احتياطات أمنية مشددة كجمع كل معمري القرية ببرج المدرسة وقد أشرف المعمر "أدمون باطوني "على إدارة الدفاع عنهم فكان هؤلاء مزودين ب 19 بندقية وقد لعبت مصلحة بريد لوسات دورا فعالا في إعطاء كل المعلومات ونقل مجريات الأحداث التي وقعت بفج مزالة وذلك عن طريق الاتصال المباشر بالبرج الإداري و قد تواصل هذا الاتصال إلى غاية الثالثة صباحا حينما هدأت الانتفاضة وتفرق الجمع من المظاهرة ورغم ذلك فإن معمري لوسات بقوا لمدة 9 ليال كاملة قابعين بالبرج المدرسي خوفا من إعادة تنظيم انتفاضة أخرى .
04 الـــــــرواشد :
هي مركز يقع على متن جبل و تبعد ب 6 كلم إلى الشمال الطريق الرابط بين قسنطينة وفج مزالة وقد كان معمرو المنطقة يجهلون ما حدث بفج مزالة ليلة 9 ماي 1945 ولو يعلموا بذلك إلا في الثالثة صباحا من يوم 10 ماي1945 وذلك عن طريق المعمر قروس و حيينها أبلغ كل المعمرين بتحضير أنفسهم و التزود بأسلحتهم خوفا من زحف المتظاهرين نحوهم و بالموازاة فإن هناك من المواطنين الذين كانوا ينتظرون إشارة تأتيهم من فج مزالة تعلمهم بأنهم قضوا على كل المعمرين وحان الوقت للهجوم على منازل و مزارع المعمرين لكن هذه الإشارة لم تأت و حضرت قوات التدخل الأجنبية التي وصلت في صباح 10 ماي 1945 فحطمت حلمهم ولم يتمكن أهالي المنطقة من مهاجمة مواقع المعمرين
05 العياضي برباس :
شارك سكان دوار الروسية بمختلف مشاتيها مشاركة فعالة ومكثفة أثناء الهجوم على مدينة فج مزالة إبان أحداث 09 ماي 1945 بقيادة مروج عمار كما هاجم سكان مشاتي السخيفة وبشوك وقرقوس على حارسين للغابات بإيعاز مجموعة من المواطنين قادوا التمرد ومنهم : دومة محمد ، هباش خليفة ، حبيلس عبد المجيد و عطية عاشور وغيرهم
وقد نتج عن ذلك القضاء عليهما في قرقوس بجبال الحلفاء وعلى إثر هذه العملية اكتسحت القوات الاستعمارية كل مداشر دوار الروسية فقامت بحرقها واعتقلت مجموعة كبيرة من المواطنين قتلت بعضهم بعين المكان ونقلت بعضهم إلى السجون كدومة محمد و حيرش الراشدي و دومة علي بن بلقاسم و دومة أحمد بن الطاهر وغيرهم .
0 التعليقات:
إرسال تعليق